الالتهابات الفيروسية المنقولة جنسيًا
تحدث الالتهابات الفيروسية المنقولة جنسيًا بسبب الفيروسات، وهي كائنات غير حية تعتمد على خلايا مضيفة محددة في الجسم لتتكاثر وتبقى على قيد الحياة. وتُعالج بشكل أساسي من خلال السيطرة على الأعراض وإبطاء تطور الالتهاب وتقليل خطر انتقال العدوى. وتجدر الإشارة إلى أن الجهاز المناعي للجسم يمكنه التخلص من بعض أنواع الفيروسات، إلا أنّ بعض الالتهابات الفيروسية المنقولة جنسيًا لا يمكن علاجها تمامًا وقد تستمر في الجسم.
فيروس نقص المناعة البشرية
فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) هو فيروس يستهدف خلايا الدم البيضاء في الجسم ويهاجم الجهاز المناعي إذا تُرك دون علاج. أمّا متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) فهي أكثر مراحل الفيروس تقدماً.
طرق الانتقال:
إنّ الطريقة الوحيدة لانتقال فيروس نقص المناعة البشرية هي من خلال التعرض لسوائل جسم شخص مصاب بالفيروس، وذلك عن طريق:
الجنس الشرجي والفموي والمهبلي من خلال القذف وسائل ما قبل القذف (المذي) والإفرازات المهبلية.
الدم (مشاركة الإبر والمحاقن ومعدات الحقن الأخرى الملوثة).
التعرض لإصابات عرضية بوخز الإبر بين مقدمي الرعاية الصحية.
الانتقال من الأم إلى الطفل أثناء الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية.
في بعض الحالات، يمكن أن ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق الجنس الفموي في حالة وجود جروح في اللثة أو في حالة وجود آفات بالفم.
يمكن أن تزيد الإصابة بالالتهابات الأخرى المنقولة جنسيًا مثل الزهري والهربس والكلاميديا و/أو السيلان من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. وقد يسبب بعضها التهابًا يمكن أن يزيد من عدد الخلايا المناعية والتقرحات التي توفر نقاط دخول لفيروس نقص المناعة البشرية، ما يسهل انتقاله.
لا ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق القبلات أو العناق أو المصافحة أو الأواني أو مشاركة الطعام والماء أو لدغات البعوض.
الأعراض:
قد لا تظهر أي أعراض على بعض الأشخاص. لذلك، فإن الفحص الدوري ضروري لكشف العدوى في مراحلها المبكرة. وقد يعاني البعض الآخر من طفح جلدي و/أو أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا بعد أسابيع قليلة من الإصابة، مثل:
الحمى والإرهاق.
صداع وآلام في العضلات.
التهاب الحلق.
فقدان الوزن.
تورم الغدد اللمفاوية.
تقرحات الفم.
المخاطر والعلاج:
إذا تُرك فيروس نقص المناعة البشرية دون علاج، يتكاثر الفيروس ببطء في الجسم لمدة 10 سنوات تقريبًا، مما يضعف الجهاز المناعي ويؤدي إلى الإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسبة).
يعتمد العلاج الفعال على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART). يمكن للأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية الذين يخضعون للعلاج المضاد للفيروسات القهقرية ويتناولونه باستمرار أن يعيشوا حياة طويلة وصحية، وبمجرد أن يصلوا إلى حمل فيروسي غير قابل للكشف، لا يمكنهم بعدئذٍ نقل الفيروس إلى شركائهم الجنسيين.
ملحوظة مهمة:
الأدوية الوقائية قبل التعرض (PrEP) تسمح للأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بحماية أنفسهم من العدوى.
الأدوية الوقائية بعد التعرض (PEP) تسمح للأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشري والذين تعرضوا له بمنع انتقاله إليهم. يجب تناول الدواء في غضون 72 ساعة من التعرض للفيروس.
التهاب الكبد B وC
التعريف:
التهابات الكبد الفيروسية هي التي يمكن أن تسبب مرضًا حادًا (قصير الأمد وشديد) أو مزمنًا (طويل الأمد).
الأعراض:
يرقان العينين والجلد
البول الداكن
الوهن
الغثيان
القيء
ألم في البطن
فقدان الشهية
لا يعاني بعض الأشخاص من أي أعراض في الأسابيع القليلة الأولى.
التهاب الكبد B
طرق الانتقال:
مخالطة سوائل جسم شخص مصاب بالتهاب الكبد B:
الدم (مشاركة الإبر والحقن وغيرها من المعدات الحادة الملوثة).
الجنس الفموي والشرجي والمهبلي عن طريق السائل المنوي وسائل ما قبل القذف (المذي) والإفرازات المهبلية.
التعرض لإصابات عرضية بوخز الإبر بين مقدمي الرعاية الصحية.
من الأم إلى الطفل عند الولادة وأثناء الرضاعة الطبيعية في حال التعرض للدم.
يمكن أن يعيش فيروس التهاب الكبد B خارج الجسم لمدة 7 أيام على الأقل.
الوقاية:
يتوفر لقاح لالتهاب الكبد B لمنع انتقاله (يتلقى الأشخاص المولودون في عام 1986 وما بعده الجرعة الأولى بعد الولادة مع جرعة معززة بعد بضعة أشهر. بالنسبة للمولودين قبل عام 1986، يوصى بمناقشة التطعيم مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم).
العلاج:
يهدف العلاج إلى منع تلف الكبد على المدى الطويل.
يعتمد علاج التهاب الكبد B الحاد عادةً على نظام غذائي صحي وترطيب الجسم.
يتم علاج الحالات المزمنة بالأدوية المضادة للفيروسات لضمان البقاء على قيد الحياة لأطول مدة ممكنة.
التهاب الكبد C
طرق الانتقال:
ملامسة دم شخص مصاب بالتهاب الكبد C:
الدم (مشاركة الإبر والحقن وغيرها من المعدات الحادة الملوثة).
ممارسات الحقن غير الآمنة.
عمليات نقل الدم.
استخدام إبرة قذرة أو مشتركة أثناء حقن المخدرات.
الممارسات الجنسية التي تؤدي إلى التعرض للدم.
من الأم إلى الطفل عند الولادة.
يمكن لفيروس التهاب الكبد C أن يعيش خارج الجسم على الأسطح لمدة تصل إلى 6 أسابيع.
الوقاية:
لا يتوفر لقاح.
العلاج:
يهدف العلاج إلى منع تلف الكبد على المدى الطويل.
يمكن لجهاز المناعة لدى بعض الأشخاص مكافحة العدوى من تلقاء نفسه، ويتعافى غالبية الأشخاص من خلال تناول الدواء المناسب.
تتطلب الحالات المزمنة علاجًا مضادًا للفيروسات.
فيروس الورم الحليمي البشري
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) هو فيروس يصيب الجلد أو الخلايا المخاطية. وهناك أكثر من 100 نوع معروف من هذا الفيروس، ويُعد النوعان 16 و18 من الأنواع "عالية الخطورة" الأكثر شيوعًا إذ يمكن أن يسبّبا سرطان عنق الرحم والمهبل والشرج والقضيب والحلق وأنواع أخرى من السرطان. من ناحية أخرى، فإنّ النوعين 6 و11 هما من الأنواع "منخفضة الخطورة" الأكثر شيوعًا وقد يسبّبا الثآليل التناسلية.
طرق الانتقال:
التلامس الجلدي أثناء العلاقة الجنسية.
الجنس الفموي والشرجي والمهبل.
الأجسام، أو الأشياء، أو المواد (يمكن أن يعيش فيروس الورم الحليمي البشري على الأسطح لفترة طويلة).
يمكن أن ينتقل هذا الفيروس حتى لو لم يكن لدى الشخص أي أعراض.
معظم الناس عرضة للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري خلال حياتهم.
الأعراض:
ثآليل على المهبل والشرج والقضيب وأحيانًا على الحلق/الفم.
المخاطر والعلاج:
لا داعي لعلاج فيروس الورم الحليمي البشري إلا في حال وجود ثآليل على الأعضاء التناسلية أو حدوث تغيرات في الخلايا.
في معظم الحالات، تُشفى عدوى فيروس الورم الحليمي البشرية من تلقاء نفسها دون التسبب بأي مضاعفات، وعادةً ما يتخلص الجسم من الفيروس في غضون عامين. ونتيجة لذلك، قد يوصي أخصائيو الرعاية الصحية بإجراء فحص فيروس الورم الحليمي البشري على فترات تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر لمراقبة زوال الفيروس.
الوقاية:
يحمي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري من الأنواع عالية الخطورة من الفيروس وأنماطه الجينية التي تسبب الثآليل التناسلية لكل من الأشخاص الذين لديهم مهبل والأشخاص الذين لديهم قضيب. ومع ذلك، فإنه لا يحمي من جميع أنواع الفيروس. تجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و45 عامًا هم الأكثر استفادة من اللقاح.
يمكن إجراء فحص مسحة عنق الرحم على الأشخاص ذوي الرحم المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) للكشف عن التغيرات الخلوية التي قد تؤدي إلى سرطان عنق الرحم في المراحل المبكرة من الإصابة.
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) هو أحد أكثر الالتهابات المنقولة جنسيًا شيوعًا التي تصيب 75% من الأشخاص النشطين جنسيًا. تعرفوا على المزيد عنه في هذا الفيديو.
الرسم والتحريك: مابيل صوان
فيروس الهربس البسيط
فيروس الهربس البسيط (HSV) هو عدوى شائعة يمكن أن تسبب بثورًا أو تقرحات مؤلمة. هناك نوعان معروفان من هذا الفيروس:
النوع 1 (HSV-1)، الذي ينتقل عن طريق الاتصال الفموي ويسبب الهربس الفموي. في بعض الحالات، يمكن أن يسبب أيضًا الهربس التناسلي.
النوع 2 (HSV-2)، الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي ويسبب الهربس التناسلي. يمكن أن يزيد هذا النوع من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
طرق الانتقال:
ملامسة البثور النشطة.
ملامسة الأسطح التناسلية أو الشرجية أو الجلد أو التقرحات أو سوائل شخص يحمل فيروس الهربس البسيط.
من الأم إلى الطفل أثناء الولادة.
الأعراض:
لا تظهر على معظم المصابين بالهربس أي أعراض أو تظهر أعراض خفيفة، ويمكن أن تشمل ما يلي:
بثور أو تقرحات في الفم أو الشفتين أو حولهما في حالة الهربس الفموي.
نتوءات أو بثور أو تقرحات حول الأعضاء التناسلية أو الشرج في حالة الهربس التناسلي.
قد يعاني بعض الأشخاص:
الحمى.
أوجاع الجسم.
التهاب الحلق (الهربس الفموي).
الصداع.
تورم الغدد اللمفاوية.
المخاطر والعلاج:
يمكن أن يُصاب الأشخاص بنوبات تفشٍ خفيفة متكررة مع وجود مسببات تختلف من شخص إلى آخر. مع مرور الوقت، يتعرف الأشخاص إلى العوامل التي تعيد تنشيط فيروس الهربس البسيط في أجسامهم.
بعض العوامل التي قد تعيد تنشيط البثور:
تثبيط الجهاز المناعي.
الإجهاد الجسدي و/أو العاطفي.
النظام الغذائي.
الاحتكاك.
التعرض للأشعة فوق البنفسجية
يهدف العلاج إلى تقليل الأعراض، لكنه لا يمكن أن يشفي من الفيروس.
بقلم:
كريستال لحود | مثقفة صحة جنسية وقابلة قانونية
كريستال لحود مثقفة صحة جنسية في مرسى حائزة على شهادة الليسانس (بكالوريوس) في القبالة القانونية وتسعى حاليًا إلى نيل شهادة الماجستير في علم النفس السريري. تكرّس كريستال جهودها في سبيل التوعية بقضايا الصحة الجنسية والإنجابية ومناصرتها.