مقدمة في التثقيف الجنسي


الثقافة الجنسية مهمّة لنا جميعًا، ويجب أن يكون النهج المتبّع فيها نهجًا شاملًا يشجّع الإيجابية حيال الجنس ويتطرق إلى جملة واسعة من المواضيع، من التعرف إلى البنية التشريحية للجهاز الإنجابي إلى سُبُل الوقاية من الالتهابات المنقولة جنسيًا.  

صُمّم هذا النهج الشامل والإيجابي حيال الجنس لتفكيك التابوهات المتعلقة بالصحة الجنسية وتطبيع مناقشتها وإزالة الوصمة عن فئات المجتمع المتنوعة والحد من التمييز ضدها. تعزّز الثقافة الجنسية بالدرجة الأولى مبدأ حرّيّة التصرف بالجسد من خلال تزويد الأشخاص بالمعلومات المناسبة لاستكشاف أجسادهم وأعضائهم وتفضيلاتهم وفهمها بشكل أفضل. 

تتطرّق الثقافة الجنسية إلى قضايا حساسة كالحدود الشخصية والتراضي، وتكمن أهميتها في أنّها ترشدنا إلى المواقف التي قد نشعر فيها بالانزعاج و/أو الخطر وإلى كيفية التعامل مع هذه المواقف، وهي تسهّل كذلك التواصل الفعال واحترام الحدود بين الشركاء. وبصورة أشمل، ترفع الثقافة الجنسية مستوى الرفاه العام عبر تزويدنا بالمعلومات التي تمكّننا من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتنا عمومًا وصحتنا الجنسية خصوصًا، وتقدّم إرشادات للحدّ من السلوكيات الخطيرة من خلال وسائل الوقاية ومنع الحمل التي تتماشى مع نمط حياة كل واحد منا وتفضيلاته/ها.

لا بدّ للثقافة الجنسية أن تقدّم معلومات دقيقة وأن تراعي الفئة العمرية المستهدفة لكي تنجح في تعزيز الصحة الجنسية ومنع حالات الحمل غير المخطط لها والحدّ من انتقال الالتهابات المنقولة جنسيًا. ولها أيضًا دور جوهري في تشجيع الاحترام المتبادل والتواصل والتراضي في إطار أي علاقة. 

تجدر الإشارة إلى أنّ الثقافة الجنسية لا تقتصر على الكبار فقط، بل تشمل الأطفال أيضًا لما لها من فوائد عليهم، فمن خلال مناقشة مواضيع مثل البلوغ والتغيرات الهرمونية ووظائف الأعضاء، يتعرّف الأطفال أكثر إلى أجسامهم وخصوصيتهم وطرق حماية أنفسهم. وتشجّع البيئة الآمنة الأطفال على التحدث عن تجاربهم ومخاوفهم بشكل صريح، الأمر الذي يمهّد الطريق أمام الثقة والانفتاح. ويستطيع الكبار توجيه أطفالهم بتزويدهم بالمعلومات الدقيقة والدعم، الأمر الذي يُشعرهم بالراحة والثقة بالنفس في رحلتهم نحو البلوغ.

تؤسس الثقافة الجنسية الشاملة إطارًا متكاملًا للأشخاص من مختلف الأعمار، مما يضمن نهجًا صحيًا ومستنيرًا للصحة الجنسية.


بقلم:

فاطمة خليل | منسقة التثقيف والتوعية في مجال الصحة الجنسية

فاطمة خليل هي منسقة التثقيف والتوعية في مجال الصحة الجنسية في مرسى، وتسعى حاليًا لتحصيل شهادة جامعية في تعليم الطفولة المبكرة. تتمتع بخبرة تزيد على 7 سنوات في مجال الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، وقد طورت العديد من الموارد التثقيفية والإرشادية حول أفضل الممارسات في تقديم الخدمات، إضافة إلى موارد تتناول الالتهابات المنقولة جنسيًا وصحة المرأة.