الدورة الشهرية
الدورة الشهرية عملية طبيعية تتخللها تغيرات هرمونية وتهيئة الجسم لحمل محتمل. تُحتسب مدة الدَورة الشهرية ابتداءً من اليوم الأول من الدورة الحالية إلى اليوم الأول من الدورة التالية، بمتوسط 28 يومًا، ولكن يمكن أن تختلف المدة من شخص إلى آخر.
مراحل الدورة :
مرحلة الطمث (3 إلى 7 أيام):
تبدأ الدورة الشهرية بفترة الطمث حين تبدأ بطانة الرحم بالتفتت، ما يؤدي إلى نزيف. هذه العملية تهيئ بطانة الرحم لاستقبال الجنين في حال حدوث حمل.
تنخفض في هذه المرحلة مستويات هرمون الإستروجين وهرمون البروجستيرون، ما يتسبب بالأعراض الآتية:
شعور بالانتفاخ.
حساسية عاطفية وقلق وتهيّج وتقلبات مزاجية.
تشنجات في أسفل البطن والظهر.
ازدياد الشهية.
ألم في الثديين.
ظهور البثور أو حب الشباب.
المرحلة التكاثرية:
تبدأ في اليوم الأول من فترة الطمث وتنتهي بمرحلة الإباضة.
تبدأ الجُريبات التي تحتوي على البويضات بالنمو والتكوّن في المبيضين من خلال إفراز هرمون FSH، فيما يحفّز هرمون هرمون LH إطلاق البويضات ويرفع مستوى هرمون الإستروجين، ما يؤدي إلى نمو بطانة الرحم وازدياد سماكتها. وقد يشعر الشخص في هذه المرحلة بالأعراض التالية:
ازدياد كمية الإفرازات.
تحسّن المزاج.
ازدياد الرغبة الجنسية.
مرحلة الإباضة:
تبدأ مرحلة الإباضة في منتصف الدورة الشهرية تقريبًا (أي في اليوم الـ 14 في دورة شهرية نموذجية مدّتها 28 يومًا)، وتُسمّى بفترة الخصوبة، وفيها يُطلق المبيض بويضة ناضجة تتحرك إلى أسفل قناة فالوب استعدادًا لإخصاب محتمل. ترتفع خلال هذه المرحلة مستويات الهرمونات، ما قد أن يؤدي إلى:
تغيّر لون الإفرازات المهبلية وقوامها، بحيث تصبح شفافة ومطاطية وأقل سماكة، ما يسهّل حركة الحيوانات المنوية.
ازدياد الرغبة الجنسية.
ألم في منطقة الحوض.
المرحلة الأصفرية:
تبدأ هذه المرحلة بعد الإباضة عندما يتحول الجُريب المتمزق إلى ما يُسمى بالجسم الأصفر الذي ينتج البروجستيرون ويرفع بشكل طفيف مستويات الإستروجين، ما يزيد من سماكة بطانة الرحم استعدادًا للحمل. ويقع الحمل في حال حدوث إخصاب، وإلّا تنخفض مستويات الإستروجين والبروجستيرون وتبدأ بطانة الرحم السميكة بالتفتت خلال الطمث. وقد يشعر الشخص خلال المرحلة الأصفرية بالأعراض التالية:
الانتفاخ وازدياد الشهية.
حساسية عاطفية وقلق وتهيّج وتقلبات مزاجية.
تشنجات في أسفل البطن والظهر.
ألم في الثديين.
ظهور البثور أو حب الشباب.
انقطاع الطمث
انقطاع الطمث هو عملية بيولوجية طبيعية تحدث عادةً بين سن 45 و55 عامًا ويُعرّف بأنه توقف الدورة الشهرية لمدة 12 شهرًا متتاليًا، ويمثل نهاية المرحلة الإنجابية من الحياة. يمكن أن يحدث انقطاع الطمث أيضًا قبل الأوان قبل سن الأربعين. خلال هذه المرحلة، يتوقف المبيضان عن إطلاق البويضات وينخفض إنتاج الهرمونات بشكل ملحوظ.
مرحلة ما قبل انقطاع الطمث (perimenopause) هي المرحلة الانتقالية التي تسبق انقطاع الطمث، وتستمر لمدة 4 سنوات تقريبًا، وتحدث عادةً خلال الثلاثينيات إلى الأربعينيات من العمر. وتتسم هذه المرحلة بانخفاض مستويات الهرمونات، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وانخفاض فرص الحمل.
تختلف أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث من شخص إلى آخر، وتشمل:
الهبّات الساخنة.
الأرق والتعرق الليلي.
الإحباط وتقلبات المزاج.
تغيرات الوزن.
جفاف المهبل وانخفاض الرغبة الجنسية.
النسيان وقلّة التركيز.
خفقان القلب.
التبول المتكرر.
تبدأ مرحلة ما بعد انقطاع الطمث (postmenopause) بعد الوصول إلى مرحلة انقطاع الطمث، أي بعد توقف الدورة الشهرية لمدة 12 شهرًا متتاليًا، حيث تبدأ الأعراض بالانحسار ومستويات الهرمونات بالانخفاض تدريجيًا. خلال هذه المرحلة، تصبح الفحوصات الطبية الدورية ضرورية للوقاية من الحالات الصحية الخطيرة التي يمكن أن يسببها انخفاض مستويات الهرمونات، مثل:
التغيير في كثافة العظام الذي يزيد خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام.
مشاكل القلب والأوعية الدموية.
ضعف هياكل دعم الحوض يزيد من خطر الإصابة بتدلّي الأعضاء الحوضية (الذي يمكن تجنبه بأداء تمارين كيجل).
الحياة بعد انقطاع الطمث
يمثل انقطاع الطمث بداية فصل جديد، والتعامل مع هذه المرحلة بإيجابية يمنحنا فرصة للتركيز على أنفسنا وإعطاء الأولوية لصحتنا ورفاهيّتنا.
يتيح لنا انقطاع الدورات الشهرية متّسعًا من الوقت وهامشًا أكبر من الحرية لرعاية أنفسنا وتجربة أشياء جديدة وتبنّي نمط حياة سليم.
إليكم نصائح للمحافظة على صحتكم بعد انقطاع الطمث:
ابقوا نشطين وحافظوا على نظام غذائي صحي.
تجنّبوا النيكوتين والكحول والكافيين والمخدرات.
مارسوا تمارين كيجل لتفادي تدلّي أعضاء الحوض.
تناولوا المكمّلات الغذائية إذا دعت الحاجة.
زوروا طبيبكم بانتظام واطلبوا الدعم النفس إذا لزم الأمر.
انقطاع الطمث والجنسانية
الأشخاص الذين بلغوا مرحلة انقطاع الطمث معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالتهابات منقولة جنسيًا بسبب جفاف المهبل الذي يسبب تهيّجًا للجلد وجروحًا أو تمزّقات صغيرة أثناء الجنس. إنّ استعمال الواقي والمزلقات المائية أمر ضروري للحفاظ على علاقة جنسية صحية ومُرضية، ويمكن أن يفسح المجال أمام الشعور باللذة بطرق جديدة.
الحياة الجنسية المُرضية ممكنة من خلال:
استكشاف الذات.
التواصل الصريح والمباشر بشأن الرغبات ومواضع اللذة والمشاعر والمخاوف.
استعمال المزلقات المائية لتعزيز الراحة واللذة.
استكشاف طرق ووضعيات وخيالات جنسية جديدة.
استعمال الألعاب الجنسية.
إطالة وقت المداعبة لزيادة الإثارة والتزليق.
ممارسة تمارين قاع الحوض لزيادة الأحاسيس الجنسية.
بقلم:
كريستال لحود | مثقفة صحة جنسية وقابلة قانونية
كريستال لحود مثقفة صحة جنسية في مرسى حائزة على شهادة الليسانس (بكالوريوس) في القبالة القانونية وتسعى حاليًا إلى نيل شهادة الماجستير في علم النفس السريري. تكرّس كريستال جهودها في سبيل التوعية بقضايا الصحة الجنسية والإنجابية ومناصرتها.